=قال لي بعد عناء يوم طويل من العمل المتواصل :
-كم اشتاق لزوجتي الآن .
=فابتسمت قائلاً: هانت لم يتبقي الا ساعة واحده وتعود إليها إن شاء الله
ثم اردفت قائلاً اسأل الله أن يديم الحب بينكما
ولكن لي سؤال اريد أن اعرف اجابته منك
-قال لي اتفضل طبعا
=فقلت أراك ومنذ بداية زواجك الذي مر عليه 8 سنوات كاملة لا تزال مشاعر الحب لديك متوهجه اتجاه زوجتك ولم تتغير فهلا اخبرتني سبب ذلك الحب المشتعل وليكن لديك علم أنا ادعو دائما لكما فلا تظن اني أحسدكما ولكن لدي شوق لمعرفة سر الحب الدائم لعلني أتعلم منه .
=ابتسم صديقي في ود ثم نظر بعينيه بعيدا وكأنه يتخطي حدود الزمان ثم قال :
-إن قصتي قد لا تختلف كثيرا عن قصص الحب ، ولكن لها عندي مذاقاً مختلفاً..
فأنا تزوجت زواجاً تقليديا جداً ، اختارت امي لي العروس ونظرت إليها النظرة الشرعية ثم استخرت الله ورزقني الطمأنينة فأكملت المسير..
ولم تمر الا اسابيع قليلة وكان يجمعنا سقف بيت واحد وعندها بدأت لدي المشكلة...
صمت لبرهه واخذ نفساً عميقاً ثم اردف قائلاً : بصراحة لم أشعر مع زوجتي أبداً بالحب الذي كنت أسمع عنه وتمنيت أن اعيشه ، لم أجد الرومانسية التي كنت أحلم بها وأرجوها من تسارع في دقات القلب والتلعثم في الحديث واحمرار الوجه ، بل حدثتني نفسي أني ربما أكون قد تسرعت في أمر زواجي ،أو أني ربما أكون اخطأت الاختيار من باديء الأمر ، ولكن شئياً بداخلي كان يأمرني بالاستمرار لعله نداء العقل الذي كان دائماً يؤكد لي أنه ما ندم من استخار وما خاب من استشار ، وما دمت قد أخذت بالأسباب فعلي الله أكمل ما قد بدأت
وفي غمرة حيرتي توضأت وصليت ركعتين لله طالباً منه أن يكشف عني هذا اللبس ويرجمني من حيرتي واظطرابي وتوتري
ثم توجهت الي مكان هادئ لا يقاطعني فيه أحد وأمسكت ورقةً وقلماً وبدأت في تدوين عدة اسئلة ، وقلت لابد أن أجيب عليها بكل صراحة ، وأجبت عليها بالفعل..
كانت الاسئلة كالتالي :
ما هي الصفات التي كنت أبحث عنها سابقاً في شريكة حياتي ؟
كتبت عشر صفات أساسية كنت أتمناها في شريكة حياتي ، وسألت نفسي السؤال الثاني وهو : كم من الصفات العشر هذه موجودة في زوجتي الحالية ، والله تعجبت ياأخي وكانت المفاجأة أني وجدت ثماني صفات من العشر موجودة فيها ، وبعد ان انتهيت من جميع الأسئلة شعرت كأني كنت في ظلام واشعل لي أحدهم مصباحاً ينير لي طريقي وتملكني شعور عجيب جدا كان مزيجاً من السعادة علي هذه المعلومة والسخط علي كوني لا أشعر بتلك النعمة التي مَن الله بها عليَّ ، حينها وبخت نفسي قائلاً ما بك ماذا تريد اذاً اتريد ان تكون كاملة الصفات؟! وهل أنت كامل الصفات إن هذا سيكون في الجنة إن شاء الله ، هل تريد التمرد فتخسر سعادتك وتعذب المرأة التي لا ذنب لها إلا انها اختارتك رفيق دربها..
وعندما انتهيت من هذا الحوار الذاتي الصادق والذي استمر الي مايقرب من الساعتين ، أقمت فيه محكمة بيني وبين نفسي والذي كشف الله لي فيها جوانب كانت غامضة عني ، عدت إلي زوجتي وأنا مشتاق إليها شوقاً لم أشعر به من قبل .
=فقلت له وما هو موقفك من زوجتك بعد هذه الجلسة ؟
- قال لي مبتسماً : لقد استخدمت مع زوجتي مبدأ هو برأيي أساس السعادة الزوجية
لقد قرأت في أحد الكتب الغربية أن رجلاً ذهب إلي طبيب نفسيٍ شاكياً له أنه لم يعد يحب زوجته كما كان وأن الحب بينهما قد أصابه السرطان ، حتي أصبح في مرحلة متأخرة يلفظ فيها أنفاسه ، فقال له الطبيب بهدوء شديد : حسناً علاجك عندي وهو بسيط للغاية
فقال له الزوج بنبرة تملؤها اللهفة وما هو ياسيدي ؟
فقال له الطبيب : أحبب زوجتك..
فنظر له الزوج نظرة بها دهشة واضحه وصرخ قائلا : جئت شاكياً غياب الحب بيننا فإذا بك تقول لي أحبها ، لماذا كان مجيئي إليك إذن !؟
فقال له الطبيب : إذن أحبب زوجتك..
قال له الرجل وقد بدأ صبره ينفذ : أخبرني ماذا تقصد او فلتعطني قيمة الكشف الذي دفعته
قال له الطبيب بإبتسامه حانيه : قل لي ياسيدي هل كنت تحب زوجتك من قبل ؟
فقال الزوج كنت أعشقها .
فقال له وماذا كنت تفعل لكي ثتبت لها حبك هذا ؟
قال الزوج كنت اتناول معها العشاء في مكان هاديء او كنت احضر لها هدية او اكتب لها بعض الكلمات الرومانسية
فقال له الطبيب حسناً كل ما أريده منك هو فعل هذه الأشياء مره اخري بطريقتك الخاصة وبصفة مستمرة لمدة شهر وبنفس الحرارة ، وذهب الزوج ملبياً ثم عاد للطبيب بعد شهر شاكراً ومبشراً بأن الحب قد عاد إليه مره اخري..
لقد كان هذا المعني هو المحرك لي نحو علاقة زوجية فعاله ، لقد كنت اشعل جزوة الحب لا في قلب زوجتي فقط بل في قلبي أنا ايضا
= فقلت له ضاحكاً: هل تريد أن تقول لي أن الحب ممارسة لا كما نراه في الافلام ابتسامة فموعد فلقاء
-فقال لي بإهتمام : إن الحقيقة الكبري التي جعلتني سعيداً حقاً طوال حياتي الزوجية والتي استمرت 8سنوات ومازالت مستمرة هي أن الحب ممارسة وصفح وتفهم ، ولا يخضع لقاعدة أعطني أعطك ، أو واحدة بواحدة ، لا بل هو عطاء بلا حدود وتضحية متناهية و....
أراك غدا فلقد اشتقت لزوجتي وحوريتي كثيراً.. سلام
ماشاء الله تبارك الله
ردحذف♥️♥️أتمني باقي المقالات تنال إعجابكم
حذف